1
يقـالُ أنه فى عصرِ الحداثة تتغنى صفاتُ الحبُ و تنتهى و تأبى السكونُ في قارعة القلب
لكنى ذهبتُ بـ مخيلتى إلى عصرِ الحبِ الذي كانَ فيهِ القلبُ مرتعاً للرومانسية
فـ نمطتُ احاسيس إلى وحيٍ غريبٍ أترنحُ بهِ إلى أن ينتهي نزيفُ القلبِ
يقـال....كان يا مكان فى صفوةٍ زادت شريخة القلبِ
شـآبٌ أنهكته صومعاتُ الغرزِ المتجاعدة مع نزوةِ القلبِ
أحبّ فتاة حد التبخر و هي أوهتمه بـ نصيعِ الحب و توهماتهِ
أو بالأحرى فقد كانت تحبه...و انقطعت صفاتُ الحبِ فيهـا و نامت
و هو تناءى في منتصفِ الطريقِ متأملاً نزوات الماضي المخلل بالدموعِ
و فـاجأته يومـاً بسؤالهـا:
- أيمكن للمرأة أن تشبهنى إلى هذا الحدّ؟
فأجابهـا بسخاءٍ..
-حد التطابقِ و الخيـال
فـ توهنتِ أقطارُ الدهشةِ فيهـا و قالت:
-أيمكن لامرأة حين أراها أشعر أن ذاتي تنسكب شلالاً صاخبـاً لأكون هي أيمكن أن تكوني أنت..أنا؟
فابتسم و قال:
- يا امرأةً استطاعت أن تقلبَ ملفات الذاكرة...كفاكِ سخريةً
و آهٍ منه أن لا يذرك أن خلفَ المرأة...ألفُ امرأة
يسيرُ هو فى هواية النخاع و ينشطرُ في كل خطوةً....و هى أدرى بحالهِ و حالهِ
و تعرفُ ما الذي ينتظرهُ في منتصفِ الطريق
قالت: - كم مرة التقينـا؟
قال: في نظرى...يومَ ولدتُ
قالت: هل تحبنى؟
قال: كانَ عليكِ ان تسأليننى...هل أتنفس
قـالت: إذاً....تنفس
و بدأت قارعةُ الذل تنطقُ زمارخهـا على جلِّ التكهنات
و صارت طريقُ الحبِ هفوةً تترنحُ بذياكَ العمرِ
احمرت جنتاها و أقبلتْ إليه و كأني في فاهها ألفُ كلامٍ و كلامٍ
و العاشقُ فى الهاوية يتراوى ببسمةٍ تختلجُ أنفاسه
قالت: كم مرةُ تحدثنا فيه حديثاً لا صلةَ لهُ بالواقعِ
قال: يوم جاهدتُ نفسي على حبكِ
قالتْ: و ماذا إن كنتُ اهوى غيركَ؟
بـ ابتسامة مختلطة مع الغضب المتفرغ من الجبهات
- أكرهُ فكرةَ ان تكونى لأحد غيري...
و رحل....و وقفت هي متأملةُ خطواته المتلامسة إلى الضياع
و تبعته و كلها أمل أن تقطعَ حبالً الحبٍ بينهم بـ كل ِ أملٍ
قالـت :- توقف....فـ ما زلت ضوضاءُ الكلام تتوهج
قال: له شعرتِ بي مرة واحدة؟ هل استفزتك نظراتي امراقبة لخطواتكِ و حركاتكِ
قـالت: و يا ليتَ هذا الذي فرقنـا..
قال: هل لمحتِ في عيني نظرة استغراب في أن أجد من تشبهكِ إلى هذا الحد؟
قـالت: إنتهى و كفى
آآآآآهٍ أيتها المستحيل نعم أنت كما قال ذلك الشخص في أقرب مسلسل رأيته ..لكن فتاته طلبت منه أن يمحو كلمة المستحيل لأنها لم تعد كذلك
أما أنا فمتأكد أنك ستظلين مستحيلا بالنسبة لي
نعم مستحيلاً لا يمكنني الوصول إليه
ما يزيدني أسى أنني متأكد أنك لم تكتشفي شبهك بي
أشعر أنني في حياتك اسماً عابرا وأنت في حياتي معنى وروحا وحياة ،أنا في حياتك مجرد شخص تعرفينه في إطار المرور وأنت في حياتي نصف يكمل وجودي..
فارحلى يا ذاتَ الوجهِ الصبوحِ
و انتهت أحاديثنا الطويلة التي لطاملا تفقعُ العينُ عليهـا و تجاريها همسةً و تظليلاً
و تورات أنفاسنا و شعلة الخيانة تزداد كلما رأتها عينى تمر على جفناها بين صبحٍ و ليلٍ
و من كنتُ مكانه يتورام بصحكة هزيلة و يجهل ما ضيرهُ من هذه العلاقة
لا أقولُ أن سباته سيتغير...فقد يكون مجرد عابر سبيل عن مملكة النساء و راحل عنها فورَ اخذه طعهمه المتأجج
و انتظرت و مللت الإنتظار و لم أنسى ذاكَ اليوم الذي ظللتُ فيه طريقي إلى بيتها و نظرت إلي نظرة استغرابٍ
كأني مغتربٌ من جبالِ أوزون ظل طريقهُ إلى معمعمةِ الكلمات و أرادَ سيقَ رمقهِ
لم أنسى ذاكَ الجفاءُ الذي أحل علي بلمسةٍ ضريرةَ كادت أن تفتك القلب
فـ اليوم قررت أن أنساها و أن أكف عن هواها
و أبنى طريقاً أتورام مع كل جهاته....فقد علمتنى أن الجراح تتلينُ فورَ ضم بعضِ الزخاتِ منها
علمتنى أن فراقَ الأحبة يعنى خطوةَ إلى الأمام لنسجِ خيطِ رفيع
علمتنى أن النسيان لا يؤجل إن عمت بهِ صيحاتُ نادي التبخر
فقررت.....أن أرحل من حياتها فى صمت
و أن لا أقرع بابها بعد الآن....فقد كبلتِ كل الجروح و صرتُ شيخاً يتنزالُ عن حقوقهِ
قررت ان أرحل و أرمي بذكرياتها في التابوت و أدفنها مع الماضي
و مرت سنة...و الحوارُ يتداونُ في العيون الصماءة
و أنا....زدتُ جفاءاً بـ جفاءاً
و لطالما أقرأ في عينيها لمسة حنان تأبى الوصولَ إلي خوفاً من تأجرحات الماضى
لكنى أتجاهل تلكَ الحنية خوفاً من أن أرجعُ بنفسى إلى ألفِ عامٍ بـ النسبةِ لى
مرت سنة و ما زلتُ اهوى رفضى كونى عاشقاً لها و متيماً بها و لكن..منذ ألفِ عامٍ و عامٍ
حينَ كنتُ طفلاً ألعبُ بـ زخرفِ القصيد
فى يومٍ من الأيامِ أفقت على زقزقةِ العصافيرِ التي تغنى أغنية....(لهبُ الفراق) و التي لطالما رقصتُ على أنغامهـا
خرجت من بيتى المتأرجح على السورِ و البسمة لا تفارقُ جبينى
صادفتها...أو بالأحرى إلقتيتهـا و كان هي مبرمجةُ هذا اللقاءِ على حسابِ الزمنِ
عينى توهنت بـ عينيها الزرقاوين و تمنيت لو أنى أنكفُ من ذاكَ اللقاء الذي لم يكن فى الحسبان
توقفت و قالت في صوتٍ مباحِ ما كدتُ أسمحُ غيظه
- انتظر يا ذا الجفاءِ
قلت لهـا: - هل تكلميننى أنا أم أن هناك من صرحتِ بهِ صفوةً لـ عنادٍ طالَ سنة
قالـت : آهٍ منكَ...و تذكرنى بالـسنة و كأنى عشتُ فيهـا فى النعيمِ
قلت: و يا حصرتاهُ من ماضي توغل....و تأتين و لا تعرفين أنكِ قتلتِ بخيانتكِ طفلاً.
قالـت: عشتُ في السنةِ عنقـاءُ تشتاقُ رحيقَ الحبِ
قلتُ و ما بالقلبِ ينبض: اعذرينى يا خائنتى....فالوقتُ مرّ و كل ذلكَ أصبحَ ذكرى
قالت و الدمعُ يكادَ يغرقنى: إياكَ و النطقُ بها با من كنتَ وسادتى للزمن
قلتُ: و ما بكِ أخمدتِ وسادتكِ و تركتها وحدهـا...للزمن
قالـت: سامحنى...سامحنى لأنى لم أعرف ما قيمة ضياعِ الأمل إلا عنجما تركتكِ
قلت: اعذرينى فمـا عدتُ مستعداً لـ خوضِ معركة ِ الحبِ مرة أخرى
رفعت يديها للمساء و قالت: أعدكَ بـ جلالةِ هذا القلبْ أن ترى لا ترى منى بعد اليومِ ويلاً
قلتُ: أنـا هكذا.....أهوى الفراقَ إن كانَ رمزاً للندمِ
نظرت و قالت: لمـا كل هذا الجفاءِ؟
قلتُ: لأن القلبَ سهرَ على هذا الجفاءَ
قـالـت: باللهِ عليكِ يا غالي أخبرنى ما الذي أفعله لأعوضَ الماضى
قلت لهـا و البسمةُ شارخةٌ على فاهي: فقط....رحيلٌ صـامت
و ختمتُ بهـا الكلام
أعلم أن أحاديثي الكثيرة لن تنتهي وأعلم أيضا أنني سأضيف هذه الورقة إلى مجموعة الأوراق الكثيرة والمهترئة منذ سنتين ونصف منذ أن اكتشفت أوجه الشبه بيننا وأنا أسجل أبسط المواقف التي تجمعنا
هل تعلمي لِمَ لم أتجرأ أن أفتح لك أي موضوع ولِمَ لم أصارحك بمشاعري
ولِمَ لم أعطك ملف الأوراق الكثيرة رغم تفكيري بذلك مرارا ؟؟؟!! لأني أثق ثقة عمياء أنك لن تقبلي أن تكوني.... حبيبة ثانية.
18/9/2008, 23:30
