جديدة على السَّــاحة القصصيـــة ،، ولأول مرة أحاول الكتابة في هذا المجال
فأقيموا عثرتي ..
لن يشاركني فيكِ أحـــــد
بقلمي :المجنون قادم
ســاقتنا الأيام إلى الوداع ،
كُتبت النهــاية القســريةُ عــلى الرغم منــا
أُجبرت أغصاني على التكسّــر ،،
و أجبرت سُحبي على الإرتطام بجبال الفراق ..
وفي آخــر لقاء .. أحاطت تناهيد الإحتضار أرجاءنا ،،
أنفاسٌ مسجونــة ،،
ونـظراتٌ بائســة ،
نظرتُ إليــه كأول مرة نظرتُ فيهــا إلى عينيه
عانقتــه ودمعاتي تسقي كتِفيه ..
وأنا أردد بحرقــة :
أأنواري ستتبدل بعد الوهاج عتمــة ؟
أبدري سيعاني الخسوف المؤبــد ..؟
أنج ــومي ستُصبح لزينة المآآارة ..؟
وفي أثنــاء ذلك ..!!
ظهر نورٌ لامــعٌ من بعيد
اقترب منــا ..
التفتـنا إليــه فزادته دموعنا وهجــاً ونوراً .
ظهــر صوته
قال بكل هدوء : " لــن يفارق أحدكما الآخر "
استبشرتُ وابتسمتُ عــلى الرغم من ذبولي حينها ..
استعدتُ شريــط عاطفتي ،، وفي كلِّ مشهدٍ أزيد أمــلا ..
كان صوته هو المنجـى الوحيــد لحياتي
استمر في حديثــه :
" أنا منقــذُ العشــق ولكلِّ عاشقيَن بيدي فرصــة للنجاةِ بحبهــما "
رد عليــه معشــوقي :
هلّمَ بما عندك ..!
هلمَّ بما عندك قبل أن تتحطــم أشواقنا وتبيّض عينانا من اللهـفة ..
حمــلنا معــه ..
ســاقنا إلى مدينة ظلمــاء لا نور فيهــا سواه
وإذا بهـ يُدخــلنا إلى مكانٍ موحش " مقبــرةٌ مهجورة "
دخلتُ يعتليني الخوف ويدا حبيبي على كتفي تطمئنني بأن القادم أفضــل،،
قلت وبصوتٍ مرتعــش :
" لم نحن هنــا "؟
أجاب المنــقذ : هنـا هي فرصتكما للنجاة بعشقــكما ..
أنــا القدر و قد كُتب عــلى أحدكما الموت هنــا في هذا المكان ..
وإن لم يمت أحدكما هنا
تفرقتما وعاش كل واحدٍ منكمــا مع شخصٍ آخر ..
فمــن سيضحــي من أجـل أن يبقى الحب عامراً بالذاكرة
محلقاً في زمان العشــق لا تطعنــه الأيام ولا تضعفه اللحظات ؟
أحدكمــا سيموت هنــا
والآخر سيعيشُ في الحياة جسدٌبــلا روح وستبقى أرواحكما مرفّــةً في سماء العشق الصادق
فمن المضحــي ؟
رد المعشوق : هذا هراء ..
جــاوبه الصدى وبكل حدة أنا القدر يا صاحِ
ليس لك أن تتحدى القدر فمن هو المضحــي ؟
تبادلنا النظرات كرر الصــدى سؤاله بضجــر
أجبتُ حينهــا بكل معنى للحبِّ الذي حملته في قلبي
" أنــا المضحيــة " سأختار الموت على حياةٍ لا تجمعني بحبيبي
انتظرت من معشوقيَ قراراً مشابها ولكنه فآآآجأني بسكوتٍ غريب لم أفهمه ..
تمنيت حينها لو أموت فعلاً
أهذا الذي كان يقول أنني دنياه وأن الحياة بعدي بلا طعمٍ ولا لون ..
هاهو يتمسك بالحياة ويتركني للموتِ وحيدة ،،
بقيت في أوج قهري وحسرتي وتعجبي
حتى فآجأنــا صــدى القدر بطلبٍ آخر
طلبٌ قاتل ..!!
طلب من حبيبي حفــر قبري بيديه ففوجئت بأنــه رضخ للأمر بلا أدنى اعتراض ..
بدأ حبيبي بحفر تربتي بيديه ،،
يداه التي كانت تظلنني بحنانها حين يقسو الزمــن
يداه التي كانت تمسح دمعاتي
التي كانت تحسّسني بأنوثــتي .. هاهي تحفر قبري وترسم لي نهاية لم أتصورهــا ،،
كل شيءٍ كان يحدث بسرعــة
رمــى الصدى بآخر سهــامه حينما طلب من الحبيب قتــلي ..!!
ومع تكرار الطلب قرّب حبيبي مني
لف يديه حول رقــبتي
قبــلني بعمق
همــس لي وبكل صدق " أحبك "
أحبــك ولكــنه القدر ..
فارقتُ الحياة ودُفن جسدي في تلك الحفرة ..لحفني بالتربة
كنتُ أسمع صوت بكائه وشهقاته وصرخاته ..
حينهــا اِبتعد ذلك الصدى وتركنا وحيدين
أحدنا فوق التربة والآخر تحتهــا
كنت أود لو أعود لحظاتٍ للحياة لأعاتبه ،
لأسأله عن حقيقة سكوتــه
لم اختار قتلي .؟ أهذا حلمٌ أم خيال ؟
بعدها كشف التربة عني و قتــل نفســه بخنجرٍ كان يحمــله
فارق الحياة ملامســاً جسدي
التقت روحينا مجدداً
عاتبته عما فعــل بي ف رد :
" إن اخترتُ الموت .. ربمـــا تستمرين في حياتــك وتُجبرين على الزواجِ من غيري"
فاخترتُ موتك صغيرتي
" موتكِ ولا أن يشاركني فيكِ أحــد "
وهاهي أجسادنا مجدداً مع بعضــها
وروحينا تخلد في سماء العشق الخالد بدون تفاهة الوداع ،،
النهــــــاية ..
11/9/2008, 23:45
