باسم الله الرحمن الرحيم
{ و قلِ اعمَلُوا فسَيرى الله عَملكُم و رسُولهُ و المُؤمنون }
صدق الله العظيم
يعيش بُطلان ، عيشة الصرار المستهزئ بالنملة الشغالة ،يجوب ضفاف مملكتها
لعله يلتقط نفايا فضلاتها الملقاة خارج الحصن المنيع ، يعيش كالثعلب الجســــــور
لا يلتهم اللقمة إلا إذا مكر و خدع ،و لا يُغمض له جفن إلا و انتابه الهلع و الفزع
يخاف و لا يستحي ، يقض مضجع الرجال و الأبطال فيهُبُّوا ، لكن ، هيهـــــــات
هيهات لا جن و لا سحرة بقادرين على أن يلحقوا أثره ... يعيش عيشة الفـــظّ
الغليظ ، يذمُّ العلم و العلماءَ و الدين و الأنبياء ، و لن ترى لدمعة التماسيح أثراً
على مقلتيه إلا إذا مَثلَ يوماً أمام صاحب المخفر ... عاش وحيـداً لا زوج و لا
بنين ، و لا ملة ولا دين ، و لا علم و لا نضال فيمجده التاريخ و تذكــره الاجيال
و مات سعدان ، ذلك الذي حذا حُذوَ لُقمانَ و استمدَّ من حكمته ، فنطق بالحكمة
و أوجز ، و سلك سبيل الحق داعيا إليه .. قضى نحبه مخلفاً للبشرية مناهل
العلم و المعرفة ، و مناهج النضال و الحرية ، فقُمِع و سُجِن ، لكنَّ صيتـــــه
سما و ثمثاله نُصِب .. بعد وفاته .. مات في ساحة الوغى مستشــــهداً فــي
سبيل الأوطان ، بعد أن صال و جال و نال من عدو الوطن و الدين
فما الفرق بين هذا و ذاك ....؟
فسعدان حي يُذكر ، و بطلان ميت يرزق
في زمن معظم أحيائه هُمْ في زمرة الأموات
تحت راية منابر الصمت و لجم الأصوات