هاهي سنة 2008 آيلة إلى زوال ومازال الكثيرون لم يصدقوا بعد أن رؤياك لسنة 2006 قد فشلت.
أدري يقينا أنك حين رأى أتباعك ما رأوا، وأوّلت بتأويلك ما أوّلْتَ لم تخبر أحدا بقدوم الطوفان، لكن مهما بررت يا السي عبد السلام هذا الارتباك الذي حصل في تأويل الرؤيا، فالأتباع لا الأصفياء لن يهضموا الصدمة أبدا...وربما لن يغفروا لك هذا الوهم النبيل الذي زرعته فيهم بكثير من اليقين.
والمريدون الذين انفضوا من حولك مازالوا لم يبلعوا كيف أن الرجل الذي ظل يخترق الأسوار في غفلة من حرسه كذب يوم أخبرهم أن شيئا عظيما سيحدث سنة 2006 ولم يحدث شيء أبدا.
أعرف كثيرا من البسطاء الساذجين كانوا ينتظرون اشتعال النار في الشارع واحتراق المرافق وسقوط الجرحى والمعتوهين في مواجهات دامية...لكنك لم تكن تقصد ذلك. فلا يتصور مغربي عاقل أن تنبع من الرؤى البيضاء مشاهد تسيل فيها النيران وتندلع فيها الدماء.
ورغم كل ذلك لا تهتم، لا تخجل أبدا من أن تحلم ثانية.
يا السي عبد السلام مهما شك في صدقك المرجفون فأنا لا أشك... فيوم توقعتَ أن يحدث شيء عظيم، توقعتُه أنا تغييرا نحو الأجمل والأبهى دون قتلى أو مخلوعين. وكانت الرؤيا حينها فرصة لنحلم فقط.
أدركتََ عميقا أن أتباعك ضاقوا بما يرونه حصارا، وما استطاعوا من فرط حماستهم مجاراتك في حكمتك ورزانتك وكان لا بد لهم من متنفس، مجرد ثقب صغير في جدار الصد الذي يواجَهون به في كل خطوة نحو التغيير...فجاءت الرؤيا.
الرؤيا وتأويلها متنفس للعاطلين والفقراء والمظلومين والعاجزين...هي التي تمدنا وتمدهم بأسباب الحياة، تعلمنا كيف نحلم وننتظر لنعي جدوى الحياة.
ألم يفعلها عبد الرحمن اليوسفي يوما؟
ليتك تحلم أنت الآن بدل الأتباع يا السي عبد السلام وترى رؤيا جميلة لسنة 2009...
أتوسل إليك أن تحلم وترى في المنام ما يجعلنا ننتظر بفارغ الحلم لو نتغير...
لقد حلمنا ببترول تالسينت، فتبخر البترول وبقيت تالسينت.
حلمنا بتنظيم كأس العالم، فطار العالم وبقي الكاس.
حلمنا بتنظيم المعرض الدولي في طنجة، فطار المعرض وغرقت طنجة.
والأزمة المالية حاليا عصفت بكل أحلام وزاراتنا ورؤاها...فلست أنت أول ولا آخر الفاشلين.
لا نريد هذه المرة حدثا عظيما.
لماذا لا تحلم من أجلنا أحلاما صغيرة بحجم الكف؟
ماذا لو حلمت مثلا بالجنرال حسني بن سليمان يقف في الجمع العام القادم للجامعة الملكية لكرة القدم ويقول:
"سوف أتنحى عن أية مسؤولية، وسوف أعود إلى صفوف الجماهير كباقي المتقاعدين.."
وسيتبعه العنيكري والآخرون مثل اليازغي وأحرضان والراضي والهمة وووو..
احلم يا السي عبدالسلام ولا تخش الفشل...راه ما بقى عندك علاش ولا مناش تخاف.
حتى إذا لم تتحقق رؤياك نهاية سنة 2009، فعلى الأقل ستتحقق رغبتنا في أن نحلم عاما كاملا، منتظرين شيئا عظيما في زمن غص بالتوافه.
من أجلنا يا السي عبدالسلام احلم يا شيخ.