دون جدية
تقرأ قصائدي الشعرية
و تدعي زورا أنها معجبة بصوري البلاغية
و من عينيها أعرف أنها لا تبالي
هي لا تؤمن بالرومنسية
إنها إمرأة واقعية
دون إهتمام تتصفح أوراقي
...إقرئيها ففيها مافي أعماقي
و فيها أتحدث عن إحتراقي
لكنها لا تهتم بالقصائد الشعرية
إنها إمرأة واقعية
تقرأ القصيدة الأولى
و التانية
و الثالثة
و الرابعة
و تقول كلها رائعة
و أنا لا أصدق كلمة واحدة مما تقول
إن القراءة عندها نوع من الفضول
فهي إمرأة واقعية
بالعرض و بالطول
تقول لي أن القراءة قد ملتها
فإقرأ لي
و أقرأ لها
و أشك أنها قد سمعتها
و كم قصيدة كالفراشة
حين حطت على خديها قتلتها
هي إمرأة جميلة جدا
لكنها واقعية جدا...جدا
أقول لها إقرئي هذه القصيدة
التي نشرتها في الجريدة
و تقرأها
و تتظاهر أمامي أنها سعيدة
و أنها قد فهمت معانيها
لكني أعرف أنها لا تعنيها
إنها لا تهتم للقصائد و مافيها
لو حاولت ولو قليلا أن تفهميني
لعلمت أن كلمة حب واحدة تكفيني
أعرف أني لست واقعيا
ومند متى كان المجانين واقعيين
إني أفكر في الشعر
و العصافير
و المطر
و الياسمين
حاولي أن تفهميني
و إن فشلت فيكفيك شرف المحاولة
حاولي
حاولي كتجربة جديدة
إننا لا نفهم القصيدة
إلا إذا وصلنا للسطر الأخير فيها
و إن كانت القصيدة إبتسامة
فإبتسميها
و إن كانت دمعة
فلا تدرفيها
تجاهليها
حاولي و لو مرة
أن تخلعي عنك ثوب الواقعية
حاولي أن تكوني رومنسية
كالقصيدة الشعرية
حاولي
أبدلي و لو بعض المجهود
لتتخلصي من القيود
إن الواقعية صحراء
و الصحراء تدبل فيها الورود
حاولي كسر الحدود
بين قلبك
و عقلك
إني أقول هذا الكلام من أجلك
فأنت إمرأة في منتهى الجمالية
لكن عيبك أنك واقعية