شفتاي رغـم البـوح مطبقتـانِ

شفتاي رغـم البـوح مطبقتـانِ
والبحـر والمجـدافُ يشتـعـلانِ

الليلُ يُطبق صمتُـهُ فـي داخلـي
وتغيـمُ أخيلـةٌُ علـى أجفانـي

تغفو علـى صفحاتنـا كلماتُنـا
مكبوتـةً فـي غمـرةِ الطوفـان ِ

لترى الشموسُ بريقَها الباقي علـى
ماظلَّ من ضـوءٍ لـدى العميـانِ

لعبتْ بيَ الآمـالُ عمـراً زائـلاً
فلقـد بُليـتُ بلوثـةِ الحيـران ِ

راحتْ بيَ الأيام تعدو فـي خطـىً
سبّاقـةٍ يلهـو بهـا حـبـلانِ

حبلُ الشقاءِ كأنّهُ كـأسُ الـردى
ولموطـن الآلام حـبـلٌ ثـانـي

هـل للزمـان نهايـةٌ أم أنّــهُ
أبداً يسافرُ في مـدى الأكـوان ِ ؟

ماذا أقول لجمـرةٍ بقيـتْ علـى
شفتـي تحـاذرُ لعنـةَ الطغيـان ِ ؟

لترى ملامحَهـا علـى قسماتنـا
لـم تمتثـلْ لمشيئـة الألــوانِ

يا أيّهـا الليـل الـذي يشتاقنـي
ويضمّنـي بمعالـمـي وبيـانـي

أنا طائر اللهبِ , ابتكرْ لي جوهراً
نغماً يهيمُ هنـاك فـي الوديـان ِ

دوّامةُ الفكـرِ الأخيـرةُ موجـةٌ
سوداءُ هائجـةٌ علـى القبطـان ِ

والشعرُ صوتيَ نأمةُ المشنـوقِ فـي
أنشوطـةِ التهميـش والنسيـان ِ

أعيـا يراعـي مرتـعٌ لا ينتهـي
قد ذابَ فيـه القلـبُ بالحرمـانِ

حتى بكتْ تلك الغيـومُ بحسـرةٍ
وتقشّعتْ فـي ساعـة الأحـزان ِ

وعرفتُ أنّـي لا محالـةَ مُهمـلٌ
أرجو نـوالاً كالثـرى الظمـآنِ

إني هتكتُ على الغيوبِ حجابَهـا
درباً فدربـاً للسنـا الروحانـي

ونزفتُ روحي ,والمقاهـي يحتفـي
روّادهـا بسجائـري ودخانـي

أشهرتُ دينَ الحبِّ بيـن أحبّتـي
بالصدقِ والإخـلاص والإيمـان ِ

ورسمتُ في جسدِ الثقافـةِ لوحـةً
وعزفتُ أغنيتـي علـى الأوزان ِ

فلتحسم الأوراقُ أمـرَ مصيرهـا
ولتحترقْ فـي ثـورةِ البركـان ِ

مللٌ كـلامُ دمائنـا , لغـوٌ بـلا
جدوى يصيحُ بلا فـمٍ ولسـان ِ