ليتني أنساك.. أدفن في الثرى روحًا تهواك.. كيف..؟
وفي صميم القلب مطبوعة ذكراك دمع العين صار سكناك.. فكيف لا أراك..؟
عند النوى.. في ألمي.. في جرحي وفي ندمي..
في حزني حين تداعب العبرات جفني
وعند الفرح.. حيث لا تتوانى عن الشرح
عن السرور.. عن الحبور حين ألقاك
فأضناني لقاك..
وعذبني جفاك..
خفت أن تلج مسامعك ألحان الأنين
خشيت أن تقرأ في المقلتين أبيات الحنين
فهربت من محياك..
أركض خلف قلب مجروح.. بالحب مذبوح
تنساب أحزانه في قصر جرحي فتلطخ كل الصروح
عن سرّي تبوح..
أنني أهواك..
بعد أن رفع جناني راية الاستسلام..
طرح على العذاب أمرّ السلام
أيقنت أنك تميّزت عن الورى..
قلوب المحبين تعجز أن ترى
لا تفقه لغة العيون..
أو تسمع حديث الشجون
أنك حتى الآن لم تنتسب إلى مدرسة الحب..
يستحيل على القلبين أن يتصادفا في الدرب
بقيت في دربي وحيدة..
عانقني النور فألفاني ثئيدة..
هجرني..
تركني..
أعارك الظلام..
أتكبد الآلام..
أذرف الدموع.. تُردي الأحلام..
ومع دموعي تعاودني ذكراك..
فكيف لي أن أنساك..؟
المجنون قادم