كشفت إدارة السجن المحلي بطنجة، عن إحباط مجموعة من محاولات تسريب كميات مهمة من المخدرات لداخل السجن، منها مخدرات قوية كالهيروين والكوكايين، ومنها المخدرات التقليدية، من قبيل الشيرا وبعض أنواع الأقراص المهلوسة، والتي يستعملها أو يتاجر فيها بعض السجناء داخل السجن المذكور، حيث يستعملون وسائل وتقنيات، تعجز إمكانيات السجن والحراس، عن الكشف عنها بسهولة، بل ويصعب حتى الإشتباه فيها، حسبما أكدته مصادر مطلعة. وبذلك تمكنت فرقة مكلفة بالتفتيش، من العثور على كميات مختلفة من تلك المواد بزنازن بعض المشتبه فيهم، حيث تم العثور على 13 غراما من الهيروين الخام، مدسوسة بمعجون للحلاقة، وهي كمية مهمة بالنظر لقيمتها المالية، خاصة أنها مادة خام، ويمكنها أن تنتج كميات مهمة جدا بعد خلطها بمواد أخرى، مما يدل على أن المعنيين يتوفرون على إمكانيات تصنيع داخل السجن. وكشفت التحقيقات مع المتهم عن تورط شقيقه -الذي تم اعتقاله- في تسريب المخدرات إليه بتلك الطريقة. وباستعمال علب بعض المواد الغذائية يتم إدخال كميات من مخدر الشيرا، حيث ضبط أحد الزوار، وهو يحاول تسريب كمية تقدر بــ 150 غراما من الشيرا، لأحد الـسـجناء بعد وضع الكمية المذكورة وسط علبة من الزبدة مغلقة بإحكام. وكادت الحيلة أن تنطلي على الحراس، إلا أن تشديد المراقبة والتفتيش، التي تنهجها إدارة السجن مؤخرا، عجل بإحباط هذه المحاولات، التي كانت تؤتي أكلها فيما قبل. وفي السياق ذاته، تم الكشف عن «معبر» يستعمله معتقل سابق، لتزويد رفيق له من داخل السجن، بكميات من الأقراص المهلوسة، حيث يقوم المعني برميها من خارج سور باحة السجن، ويلتقطها رفيقه بالداخل، حيث تم القبض عليه متلبسا، بعد مطاردته من طرف حراس السجن، وعناصر من الأمن، تم استدعاؤهم لهذا الغرض. وكشفت بعض المصادر، في السياق نفسه، عن استعمال بعض السجناء، وخاصة زوارهم، لوسائل وتقنيات جد متطورة لتسريب كل الممنوعات الممكنة، سواء بالنسبة للسجناء العاديين، أو لسجناء السلفية الجهادية، الذين حولوا بعض السجون لإقطاعيات خاصة بهم، حيث كان الحراس يجدون صعوبة في تفتيش ذويهم الذين يزورونهم، خاصة وأن أغلبهم من النساء، وكذلك صعوبات في تفتيش عنابرهم، وهو ما دفع بالمصالح المركزية المعنية، لإعطاء تعليمات بالتعامل بالحزم والجدية في هذا المجال، حيث يجري حاليا الإعداد لإنشاء، فرق للتدخل السريع ومحاربة الشغب تابعة لهاته الإدارة، من بين موظفيها، وتدريبهم تدريبا محكما لهذا الغرض. هذا وفي اتصال ببعض المصادر المسؤولة، أكدت هاته الأخيرة، أن هناك صعوبات كبرى، تواجه إدارة السجن وموظفيها، في ضبط مثل هاته الأمور، خاصة في ظل السياسة العامة التي تنهجها مندوبية السجون، والرامية لتحسين وضعية السجناء، وكذلك إعمال حقوق الإنسان في جميع الأمور والتصرفات، مما يصعب معه في كثير من الأحيان، قيام الحراس بواجبهم كما يجب، فيما يتحدث الكثيرون عن الكيفية التي يتم بها تسريب المخدرات لداخل السجن دون مراعاة هاته المعطيات.