ان السماء لما ترى الأرض ظمئى ,ترثي لحالها , فتبكي و تسقيها, دون دراية منها,
لكن الأحساس الصادق النابع من داخلها , هو الذي جعل بكاءها ذا فائدة تعود على الأرض.
كذلك العاشق الولهان هذا ,فاني لما أبكي, لا أبكي فاقدا رجولتي وشهامة الأديب الحر,
بل أبكي علي أجد من دموعي مدادا صافيا لكلمات صافية ,و أبكي حتى أعطي للقلب
جرعات من دموعي في كأس حزن و آلام, حتى يتجرعها , و يذوق مرارة الحب الذي يضيع
من أمامه , و يجرفه الزمن ,كما تجرف الريح رمال الصحاري الى الأراضي القصية البعيدة
الغابرة.فتبعثرها و يتبعثر معها الجمال ,فأنا أحب الجمال وكل شيء جميل ,لذا لا أستطيع
قطف زهرة حمراء من بستان نظلر الرؤى و الزراكش.الا أن القدر يعاكسني.
لكني أحب الجمال , ولا شيء غير الجمال, كما أتمنى أن يحبني ,لأحافظ عليه كما هو يحفظني.
اني خلقت لأن أحب, و لكن للأسف , لم يخلق الحب من أجلي