الجزء الثاني ( ممارسة طقوس العتاب)
ترى أنبحث عن العذاب ونستمرئه؟ أم هي نشوة صباح أو أخطاء إملائية في مسيرة القدر المجنون
نرتكبها مع فنجان قهوة صباحي أو كوب من الشاي المطعم بنكهة النعناع. و لما نجفا على قلبٍ يهوى التكهنُ في سهوةِ القلبِ.
من أحبها ها هي ترنو بـ ذيالها علي و ترجو البقاءَ على مستوطناتي ، فما بي و الجفاءَ أتكي.
تغنت هي بـ جفاءي و قالت بـ صوتٍ يشبه خرير المياه:
- إلى متى يا ذا النفسِ تغيب.؟
ارتسمت على وجهي علامة استغراب و ترنحت إلى فاهي و استوطنتُ القباب و قلت.:
هلْ بإمكانكَ الآن أن تعيدَ تفاصيلَ الزّمن الذي أفنيتُهُ في حُبّك؟؟...عطرُ الإنتظار الذي تَلاشى..أنفاس أمكِتني التي ما عرفتْ سواكَ؟؟...
عجباً كيف كنت تبتهل نشوةً بغيابي؟؟؟و أنت تورّثُني لرصيفِ التّخلّي الباردِ
تطرّفاً قاتلاً يعتذرُ من المشنقةِ ألف مرّةٍ و لا يسامحهُ رضى الضّياع
ماذا فعلتْ بي قصائدُ لم تخطئْ ظلّها على الورق؟؟؟
ما الذي فعلتْ بي جدرانُ قلقٍ تتآكلُ غيبوبةً كلّما فرّخ القلبُ المطعونُ زفراتِ
آآآآآآآآآآآآآه تعبرني من أقصى الفرحةِ التي ضاعتْ إلى مدى النسيانِ الذي سجلتني فيه تلك الجدرانُ
لتُنهيني...و تعلنني شهيدَ حبّ عاريٍ إلاّ من وعدٍ و عهدٍ لنْ يغفرا لي سنوات الفقد التي أحمل بحزنٍ كافٍ...و طعناتٍ كثيرةٍ؟؟؟؟
مزنرٌ أنـا بالألمِ.. مزنرٌ أنا بالحصارِ والحكايةِ الِتي لاَ تريدُ أن تنتهِي، فَـ يعلوا الجِدَار وَتَضِـيق بيوت المدينةِ العتيقـِة على صَدري
أهربُ إلى اللامكانِ، فكل الطرقِ مغلقةٌ بالحواجزِ تحرسُها بنـادق وحرّاب مسمومة.
لستُ مستعداً ان أجاري همسةً أرسو بها على َ أجنحةَ اللازورد..و لستُ أؤمنُ بـ حوارية الرجوعِ إلى سابقِ العهدِ.
تعريني بزمنك من كل الأقنعة التي تخفي ندبات الزمن على وجهي، فيلد الزمان منا اثنين في مكانين مختلفين ونزفين مختلفين
يتسرب البنفسج من جراحهم، فتدفعين الجرح والهذيان من ذاكرة مشروخة بسيف حاد ارتوى من دمي
إلى نزف أمطار من أصابعي تمطرها سحابة ملونة، بلون الدم وطعم الدم ورائحة الدم وجنون الدم
فأتذوق جرح البعد والمسافات والقهر، فأهذي في رحاب معبدك المجنون جنونا آخر، يخرجني من جاذبية الزمان والمكان.
تاللهِ لما ذا الجرحِ مكدسٌ رغمَ عودة ِ الحبيبةَ طالبةً السماحِ لـ بدءِ عمرٍ جديد.؟
أتأرجح على السينديانة المصلوبة على حائطِ الغدرِ و الـ آهِ مـا زالتِ تزهو بـ مخالبها في كبدي.
و تأتي فـ أصرفهـا و تأتي مرة اخرى و أصرفهـا لأني و الله لـ عشتُ الغيـابَ أتلضى و الهمـسُ أنجمي
أعشقُ الرحيلَ في صمتٍ عندما يتبددُ الغيابُ و يصيرُ حلماً صعبَ المنالِ و أفقهُ أنا له مستثمراً حاجياته.
تذوقتُ من الغيابِ لسعة و من الجفاءِ رزمة و اليوم تعودينَ.
بـ أي حقٍ تعودينَ و من سمحَ لكِ بـ تكرارِ محاولة الإغتيـال التي كبلت ذا القلبِ.
و من أنتِ حتى تنسيني ذاكَ السهمَ القابعِ في رحمِ الكبدِ و التي لوثتهُ صفعاتكِ المتراكمة
بالله عليكِ خائنتي لا تسأليني هل سـ أرحل. و لما أرحل
فـ قد تباهيتُ أمامكِ بـ إبتسامة ساخرة و رجمتُ الحزنَ فـ كفاني تمثيلاً و دعينى في الأحزانِ أمتطي.
غرتني الأماني و قلتُ لهـا:
- و هل في العودةِ أمانٌ و أمال.
اجترت وصالها بـ غمامةِ الفرحة و قالـت:
-ادنُ لتسلوَ بمواجعي ما صدئ من الآلام عندك ..
و اقترب لنخلع عن كاهلينا قلق الانتماء .. وجع الانتماء و ندخل في سكينة اللاوجود ..
و هناك معاً نتلو عبثيّات الكلام ، و نرتّل أنغام التماهي في اللاشيء ثمّ و بقوة الحلم ندكّ الوديان و الجبال ..
نجاوز النجوم بلمحة النيازك ، لنتلاشى في المجهول و نرتحل إلى عوالم المحال ....
تعال ...فكلانا يصلى صحوة الضمير و كلانا لا أحد دون الآخر في داخلي شرايين عجزوا عن تشذيب طوفانها
تعال فأنت تائه من دوني و وحيد و أنا دون ضياعي فيك يلذعني الصقيع ..أحسّك في ارتعاشات راحي و تموّجات قلمي مرتحلاً بين الحروف
فيغمرني التوق إلى رؤياك .....و يلهج لساني بنداء الرجاء ..
ابتسمت و قلتُ:
-سامحيني لأنني أحبّك أكثر ممّا يحتمل العتب أكثر مما كنتُ أظنّني أطيقُ
سأنتبذ من الصّمتِ غياباً قصيّاً و أخونُني مع ذِكرى ظلّكَ متى تكاثفَ ضدّي شقاءُ العمرِ
أستودعكَ قلبي الذي لا تَبلى نبضاتهُ....
و كـ العادة.....رحلتُ في صمت